الإسلام دين وراثة

#الاسلام_دين_وراثةIMG_1664646240931

هل المسلمون مسلمون حقيقة أم يدعون الإسلام؟ هل فعلا يتبعون الشريعة الإسلامية التي نزلت منذ أكثر من 14قرنا على  الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حق الاتباع أم أن واقعنا يثبت غير ذلك؟  أسئلة خطيرة هي اليوم بحاجة لتفكير عميق وتحليل دقيق لكي نستطيع الاجابة.

ان المتأمل لحال المسلمين اليوم يرى أنهم ابتعدوا عن تعاليم الدين الحقيقية وصاروا أمة بلا هوية ولا تاريخ صحيح انهم لازالوا  متمسكين ببعض الشرائع ولكنهم فقدوا روحها وأهميتها وتأثيرها على حياتهم أصبحوا يقومون بأفعال ميكانيكية فقط لا فائدة ترجى منها فقدوا إنسانيتهم وروحهم التي جاء الإسلام لتثبيت وجودها ، المنكر صار أمرا مألوفا عندهم انقلبت الموازين رأسا على عقب وصاروا كالجسد بلا روح.

يدعون أنهم يتبعون الدين وأنهم مسلمون ولكنهم في الحقيقة بعيدون تماما عن الإسلام، تعاملاتهم وتصرفاتهم مخالفة لما جاء به الإسلام ، قال احد الذين دخلوا الإسلام الحمد لله اني عرفت الإسلام قبل ان اعرف المسلمين، شهادة حق قد يحاول بعض المتنطعين الغافلين انكارها ولكنها الحقيقة المرة التي يجب ان يعترف بها المسلمون  لقد شوهوا الإسلام بتصرفاتهم المشينة، وكأنهم لم يكتفوا بتشويه أعدائه له فزادوه قتامة وسوادا في عيون البشرية.

قد نتساءل ايضا ما هي الأسباب التي وصلت بالمسلمين الى هنا؟ كيف كانوا هم أصحاب افضل بضاعة أصبحوا اليوم أسوأ المسوقين؟ اسئلة اخرى كسابقتها تحتاج الى التمحيص والبحث.

الحقيقة ان الأسباب لذلك عديدة ولكن أهمها من وجهة نظري هو الفهم الخاطئ للإسلام ونقل هذه المفاهيم للأجيال المتعاقبة، أن معظمنا اليوم مسلم بالوراثة لا يتعدى فهمه عن الإسلام اكثر من صلاة وزكاة وصوم وحج تلك التي يؤديها مكرها او لأنها صارت عادة لديه، لقد ألف ان يصلي في وقت معين فيفعل وليس له من صلاته شيء بل وصل الأمر بالبعض من شبابنا الى تركها بالجملة واكتفائه بالعيد والجمعة والتراويح.

الكثير من من ارتد وترك و هاجر الإسلام كان السبب وراء ذلك هو تعمقه ودراسته لخبايا الدين الإسلامي الذي تم تشويه تاريخه فالإسلام حضارة ودين قائمان لا اشكاك فيهما والكثير من من اعتنق الإسلام كان بسبب ما قدمه للبشرية و الإنسانية  فنحن نعد مسلمون بالكلام والوراثة  فقط لا غير ، والدليل على ذلك ما يحدث الآن من عنف وتطرف وانسلاخ عن الجلدة الأصلية

كل الاشياء التي ذكرت لم يات بها الشباب من عند انفسهم بل استقوها من واقعهم المعاش،  مفاهيم اخذوها ممن يدعون انفسهم بالعقلاء، كبار القوم فارغي الرؤوس الذين يصلون في الصف الاول ويحسبون ان العلم متوقف لديهم، مفاهيم عرجاء حصرت الدين في افعال ميكانيكية لا غير، مفاهيم مغلوطة تخمرت في نفوس الظلاميين الذين لا عقول لهم وأصبحت عندهم حقا ثابتا لا يجوز مخالفته.

والأدهى من انك قد تجد هذه المفاهيم عند من يدعون انهم ينتمون للمؤسسة الدينية والمخولون بتبليغ أحكام الشرع للناس، ثم يقومون بنشرها في حفلتهم كل أسبوع في المساجد تحت مسمى الخطبة، خطب تدعوا إلى العنف وعدم قبول الآخر خطب فارغة لا روح فيها مملوءة بالأخطاء النحوية وربما الإملائية ايضا اذا ما اتيحت لك فرصة الإطلاع على تلك الأوراق التي يقراون منها اثناء القاءها وفي كثير من الأحيان تكون منقولة او معادة

ان الإسلام بالوراثة الذي أخذناه عن آبائنا ليس هو الإسلام الحقيقي الذي نزل على الرسول وإنما هو شيء اخر مشوه لا حقيقة له.

إن واجبنا اليوم ان نعود للإسلام الحقيقي وان نصحح المفاهيم وان نعيد بناء انفسنا من جديد وفق ما اراد الله جل وعلا لنحقق التغيير للاحسن المنشود في واقعنا،

يجب علينا ان ننطلق من محراب الصلاة الى محراب الحياة لنبني الحضارة ولكي نقدم للإنسانية ما ينفعها ونكون الضوء الذي يحقق الهداية للحائرين من بني ادم وبهذا نكون فعلا خير امة اخرجت لناس.

فرحات سليماني

فرحات سليماني

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*