المعرض الدولي للكتاب بالجزائر : قراءة في المشهد الثقافي

IMG_8105106832798 #الجزائر

الجزائر المعرض الدولي للكتاب تحت شعار عشرون عاما في الواجهة

افتتح المعرض أبوابه وكانت عدد الزائرين كبير ولكن نستطيع القول أن 10% منهم فقط من جاء للإبحار بين صفحات الكتب والباقي جاؤوا للاستجمام .

الاكتظاض كان سيد الموقف أناس دون أي مستوى يتجولون بهدف السرقة أو معاكسة البنات مشهد دراماتيكي يصنعه هؤلاء الشباب فمن شدة الزحمة لا يمكنك حتى اختيار كتاب .

سوء تسيير المعرض رغم أنه بصيغة دولية إلا أنه لم يهتم بالكتاب فلم يكن هناك حفل إفتتاح لتعريف بالكتاب المشاركون والتعريف باصداراتهم حالة يرثى لها للكتاب في هذا المعرض فادارة المعرض لم تقدم لهم أي شيء لا دعوى خاصة لا مكان للامضاء على كتبهم كل دار نشر مسؤولة عن كتابها .

العديد من الكتب المهمة لم تعرض لأنها تتنافي مع توجهات الدولة الجزائرية ومنعت من العرض وبهذا تكون قد غابت ألمع الأقلام التي تكتب بحرية دون قيود أما فيما يتعلق بالكتب المعروضة فحصة الأسد للروايات والشعر باللغتين العربية والفرنسية  والكتب الإسلامية وقصص الأطفال وكتب الحلويات والطبخ والقليل من الكتب الفكرية فكل المساحة أخذتها كل من القنصليات الفرنسية والأمريكية للاشهار لنفسها .

غلاء أسعار الكتب المشكل الذي اشتكى منه كل من أراد الاقتناء وذلك راجع إلى غلاء كراء مكان العرض وجشع مالكي دور النشر لاكتضاض كان سيد الموقف أناس دون أي مستوى يتجولون بهدف السرقة أو معاكسة البنات مشهد دراماتيكي يصنعه هؤلاء الشباب فمن شدة الزحمة لا يمكنك حتى اختيار كتاب .

استوقفني مشهد تبكي له الأعين لكاتبة فى هذا المعرض كانت تطلب من الناس الاطلاع على كتابها وتطلب منهم شرائها، كم هو محزن أن ترى مثل هكذا مشهد في معرض للكتاب كتاب لا يملكون لا موهبة ولا ملكة الكتابة يصطف الناس لشراء كتبهم لأنهم لا يملكون ثقافة القراءة و المطالعة ويتبعون نجوم الربع ساعة الذين تصنعم صحافة  التضليل .

 وبالمقابل سرقات أدبية بالجملة من طرف أشباه الكتاب هذا حال مغني الراب (( كريم الغانغ )) الذي احتال على الكاتب الشاب (( سعد قويسم )) صاحب كتاب  – أفكار لا تموت – حيث نشر الكتاب على أن مغني الراب هو من كتب الكتاب وشاركه سعد قويسم والعكس صحيح واتخذ هذا هذا المغني من الشهيد العربي بن مهيدي لقبا له واكتسب هذا الأخير شعبية واسعة من طرف شعب الجزائر الذي تمارس عليه سياسة الاستحمار من طرف أشباه الفنانين .

في حين تبقى الأسماء والقامات الكتابية حبيسة دور النشر دون أي اهتمام من طرف السلطات المعنية كوزارة الثقافة أو وسائل الإعلام التي تشجع من لا موهبة له ولا هم يحزنون .

المعرض الدولي للكتاب في الجزائر كان فاشلا بمعنى الكلمة رغم أنه يعتبر أكبر حدث ثقافي في العام في حوض المتوسط وأفريقيا  ، الأسعار لم تكن في متناول الجميع ولا تخدم عامة الناس ، التنظيم وسوء التسيير كان واضحاً للعيان فكان عنوان لمعاناة الكتاب بحق .

الصورة : اللوحة الاشهارية  الرسمية للمعرض الدولي للكتاب بالجزائر 2015

 سليماني فرحات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*