هل الارهاب صناعة عربية بقلم : فرحات سليماني

%d8%a7%d8%b1%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8

الإرهاب … كلمة تزرع الرعب في جوارح كل من يسمعها ، يتبادر إلى ذهنه صور للجثث والدماء والخراب وتقرع طبلة أذنه اصوات عويل النساء وبكاء الأطفال وأنين الجرحى .

ارهاب اجتاح العالم بأسره دمر ، خرب ، نهب و قتل و عنف لم يهتم بشيء لا بالحدود السياسية ولا الجغرافية همه الوحيد هو هتك الأعراض وسفك الدماء ونشر التطرف، هذا الوباء الذي انتشر بسرعة هائلة وأصبح إمبراطورية تسود العالم .

إمبراطورية أسسناها نحن العرب في مدارسنا وثناوياتنا في كلياتنا وجامعاتنا ، نعم نحن من صنعنا الارهاب من خلال العصبية الدينية ونبذ الآخر  من خلال ذلك التشدد في تطبيق الشرائع الدينية تلك الشرائع التى تتغنى بالوعيد والترهيب تارة وبالجزاء والرحمة تارة أخري ، الارهاب صناعة داخلية في كل شبر من العالم العربي يغذيه ذلك الفكر المتطرف وتلك الأيديولوجيات التي غسلت بها دماغ أبناءنا في المنظومة التعليمية نحن من خلقنا هذا العنصر المتوحش عندما استمعنا لخطابات ضاهرها ديني وباطنها دفع نحو التعنيف .

في كل مرة نسمع عن تفجيرات إرهابية، يقتل فيها آلاف الأبرياء حيث أصبحت الإعتداءات على الإنسانية والحرية عناوين لتفجراتهم وأصبح الإنتحار لقتل النفس وساما على جثث الانتحاريين والجنة هي المأوى لهم وحور العين هي جزائهم، أصبح الحلال حرام وأصبح الحرام حلال وللأسف أبطال هذه الأعمال المتوحشة هم خيرة شباب العرب، تعلموا في مدارس عربية وفي جامعاتنا تخرجوا دكاترة وعلماء ولكن رغم ذلك تجدهم انساقوا نحو التطرف فداعش اليوم أو ما يعرف بتنظيم دولة الخلافة الإسلامية يملك موارد بشرية هائلة إستطاع من خلالها التحكم بالعالم .

لا تنخدعوا ايها العرب ولا تجرفكم السيول الكاذبة تلك التى تقول بأن الإرهاب هو صناعة غربية أو أنه مؤامرة خارجية تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة العربية ، داعش اليوم تحتل جزءا لا يتجزأ من العالم العربي برعاية عربية .

الإرهاب صناعة أيديكم يا عرب فاعملوا علي استئصال ذلك التفكير الضلامي المدعوش الذى تغلغل في المنضومة التعليمية واحتوي جسد الأمة العربية و جعل المواطن العربي عبدا من العصور الغابرة  نحن الآن صورة طبق الأصل لتلك الأزمنة حيث كان السيف هو اللسان والضرب والتنكيل والقتل شعار القوة والرجولة والتسلط، اغتيلت الإنسانية و غرس فى عقل الإنسان العنف والتطرف وحب العصبية و تحول إلى كائن لا هدف له إلا الفردوس الأعلى .
● المدون : سليماني فرحات

●هذا المقال نشرته في موقع #ارفع_صوتك

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*