الجزائر … إقالة الجنرال توفيق و إطفاء شعلة الغموض

2015-09-1322-15-15.128566-h01-555x318حالة من الغموض تكتسي قصر المرادية بعد سلسلة القرارات المفاجأة التي أطلقها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ، والتي تخص هرم السلطة ، فقد قام فخامته بإقالة العديد من صناع القرار في الجزائر . بعد التغيرات الروتينية في مناصب الوزراء وسلسلة الإقالات في الحرس الجمهوري بعد الاعتداءات الإرهابية في عيد الفطر
 وقامت الرئاسة أيضا بتغييرات في المناصب القيادية  بإقالة -الجنرال- ((بن داود)) من جهاز -الأمن الداخلي-
أمس في في الفترة المسائية أصدر الرئيس بوتفليقة قرار مفاجئ بإقالة الأسطورة والفريق(( محمد مدين)) قائد دائرة الاستعلامات والأمن الجزائري DRS المدعو توفيق قرار بمثابة القنبلة بسب كل تلك الهالة والغموض في شخصية هذ الأخير لأنه لا أحد يعرف حقيقة مساره ولا توجد له صور رسمية إلا بعض الصور المسربة عبر الإنترنت
الجنرال توفيق كان على رأس المخابرات الجزائرية لمدة 25 عاما و له باع طويل في خدمة الدولة الجزائرية حيث يلقبه البعض بصانع الرؤساء وله نفوذ واسعة في الدولة بالإضافة إلى متابعته لقضايا الفساد كقضية الوزير السابق شكيب خليل    وقد تقلد منصبه حين كانت الجزائر تعيش سنوات العشرية السوداء  .
تم الإعلان أمس عن خليفة الأسطورة -الجنرال توفيق- مباشرة بعد الإعلان عن إحالته إلى التقاعد .
وأوضح بيان رئاسة الجمهورية أنه “طبقا للتدابير المتعلقة بالمادة 77 لاسيما الفقرة 1، والمادة 78 الفقرة 2 من الدستور، وضع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية وزير الدفاع الوطني، حدا في هذا اليوم لمهام قائد مديرية الأمن والاستعلام الفريق محمد مدين واستلم مكانه الجنرال (( طرطاق))
وأبرز بيان الرئاسة أن “رئيس الجمهورية عين السيد عثمان طرطاڤ قائدا لمديرية الأمن والاستعلام”. وختم البيان أن “السيد عثمان طرطاڤ اللواء المتقاعد، كان إلى غاية هذا اليوم (أمس) مستشارا لدى رئاسة الجمهورية.
إن هذا القرار يعتبر من القرارات التي قام بها الرئيس في إصلاح وهيكلة جهاز المخابرات بعد العديد من الإقالات الغير مذكورة رسميا
تساؤلات كثيرة تدور في ذهن المواطن الجزائري بسبب كل هذه التغيرات في دواليب الحكم ، الشعب الجزائري لا يدرك ماذا يحدث خلف أسوار صنع القرار .
– هل هذه التغيرات عبارة عن برهنة بأن الرئيس بوتفليقة مازال قويا وبامكانه التأثير على دواليب الحكم ؟
– إقالة الجنرال توفيق هل يمكن اعتباره انقلاب باعتبار أنه عمر في هذا المنصب لمدة طويلة ؟
– هل الرئاسة بهذا القرار تعزز من نفوذها الذي طالما سيطرت عليه المؤسسة العسكرية؟
انتهى عهد -الجنرال التوفيق- بعد حكم مطلق لمدة ربع قرن وزال كل ذلك الغموض حول شخصيته وبهذا تستمر الحكاية في بلد المليون ونصف المليون شهيد .

 – سليماني فرحات

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*