الجزائر … شباب الشوارع بين الإنحراف والحرمان

lwangdarsharik (1)إن الشباب عماد الأمة الذي تقوم به وتحقق التقدم والازدهار والاصطفاف أمام كبرى الدول فإذن يجب على كل دول العالم الاهتمام بهذا الكنز النفيس والاعتناء به ليكون نعمة وليس نقمة
شباب الشوارع هم شباب عاديين لم تنصفهم الحياة ورمت بهم إلى الشارع ليكون ملاذهم الوحيد حين لم يجدوا أحدا إلى جانبهم ، لم يكن اختيارهم أن يعيشوا في هذه الحالة إنما هناك عدة عوامل ساهمت وبشكل كبير في جنوحهم.
 ظاهرة الجنوح هذه والانحراف عند الشباب تعتبر من أبرز المشكلات التي تعاني منها المجتمعات في العالم وخاصة الجزائر، بسبب كل المشكلات التي يعيشها الشباب الجزائري من بطالة ومشاكل عائلية وعدم توفر المسكن الذي يأوي كل العائلة المتكونة من الأبوين والأخوة والأخوات أحيانا نجد البيت مكون من غرفة واحدة تنام فيها كل العائلة هذا ما يدفع بالشاب إلى الخروج من المنزل ليجد الشاب نفسة في الشارع وعرضة للعديد من الآفات الاجتماعية
يكون الشباب عرضة للانحراف والجنوح في سن المراهقة 12 18 سنة وتعتبر المراهقة من أصعب مراحل حياة الإنسان باعتبارها المرحلة التي يكون فيها شخصيته وتعتبر  التربية الصالحة للشاب منذ الطفولة في كنف الأسرة ثم المدرسة الغشاء الواقي ضد الانحراف ، فنجد في المدارس اطفال صغار يقومون بحمل الأسلحة البيضاء عوض حمل كتب الدراسة، سمعنا كثيرا عن محاولات قتل بين التلاميذ كل هذا راجع إلى طريقة التربية والتعليم حيث نجد الأولياء همهم الوحيد هو تأمين الأكل والشرب، أما التعليم فقد تدهور كثيرا في الجزائر وأصبح المعلم همه الوحيد هو المال دون الاكتراث بقداسة وظيفته وعضمة الرسالة التي ينبغي عليه إيصالها.
إن سوء المعيشة والفقر تدفع بالشاب للعمل لساعات طويلة، يكلفونهم بأعمال شاقة ويستغلون حاجتهم هذا هو حال أرباب العمل في الجزائر ، شباب في مقتبل العمر مكانهم الحقيقي في مقاعد الدراسة إلا أنهم وجدوا أنفسهم في الشارع بسبب رداءة المنظومة الجزائرية شباب يفترش الأرض ويجعل من السماء غطاء همه الوحيد هو كيف يجني المال بشتى الطرق ليسد حاجته من الخمر والمخدرات هذا هو حال الشباب في بلدية (( الحراش)) وشواطيء (( كتاني)) ببلدية (( باب الواد)) أحلامهم ضاعت بين الحرمان والانحراف   . فهناك وحوش بشرية تترقب وتتصيد هؤلاء الشباب لإشباع غرائزهم الحيوانية مقابل مبالغ مالية حيث يكون الشاب مرغما على القبول لأنه ملزم من طرف العائلة بجني المال هذا يحدث كل يوم وفي كل -العالم – وكعينة على ذلك نأخذ  -الجزائر العاصمة- وبالضبط في ساحة (السكوار) ومتنزه (الصبلات)  التي نجد فيها شباب ومراهقين ايناثا وذكور هذه الأماكن بالنسبة لهم مكانهم الوحيد الذي يستطيعون فيه جني المال بسهولة و ذلك بالمتاجرة باجسادهم مقابل مبالغ مالية.
وقد بينت الدراسات أن الجنوح جمعي وليس فرديا. فالشاب لا يقوم بتنفيذ أعمال منحرفة كالسرقة والقتل والنهب وعمليات التهريب لوحده وإنما جماعات يتقاسمون نفس الأفكار والتوجهات وهنا يبرز دور الرفقة الصالحة .
 كما يعتبر التسرّب المدرسي من بين العوامل التي تؤدي إلى الجنوح فعدم أشغال الوقت بالنشاطات المفيدة مثل  (رياضية – مطالعة – الرسم – .. الخ ),وأيضا من العوامل المحرضة على الانحراف الاجتماعي التفكك الأسري. وممارسة القمع والقسوة تدفع  الشباب إلى الهروب المستمر الي الشارع والزوايا السيئة ليتعلم أبشع السلوكات ويتعرف على طرق الانحراف التي تصور له على أنها حرية يتخلص بها من قيود العائلة وهنا تفتح لشاب أبواب الشذوذ الأخلاقي من مخدرات ومسكرات وسرقة ونهب واجرام وقتل فغياب الحنان الأسري والرعاية الخاصة من طرف الأولياء يتمخض عنه أبشع الجرائم فالسبيل الوحيد لشباب متحضرة هو العناية الأسرية و الاهتمام الكبير من طرف الدولة وهذا ما نفتقده نحن شباب الجزائر.
وتتنوع مظاهر الانحراف هو العدوانية اتجاه الغير وحتى الأسرة بالإضافة إلى تراجع التحصيل الدراسي الغياب المستمر عن المدرسة واكتساب عادات سلبية كالعودة إلى المنزل في ساعات متأخرة . ويشيع بين الشباب المنحرفين ظاهرة الإدمان على التدخين والكحول والمخدرات .
 . ويتميز الشباب المنحرف بفقدانه لمعنى الحياة فيصبح كائن دون غاية أو هدف وهذا راجع لحرمانه من أبسط الأمور لا مأوى يأويه لا عائلة لا شيء حالة يرثى لها يعيشها الشباب الجزائري  .
(1)أصبحت اضطرابات السلوك الاجتماعي عند الشباب مشكلة اجتماعية حقيقية تحتاج إلى كثير من البحث والدراسة والعقلانية والتأنّي والوعي والثقافة والاستعانة بأصول التربية الصالحة وعلم النفس التربوي وطرائقه, لمعالجة هذه المشكلة من خلال تضافر جهود المؤسّسات الاجتماعية والتربوية لأن هذه المؤسّسات بالأساس تتحمل مسؤولية انحراف وجنوح الأولاد منذ البداية . فالأسرة المهملة التي تعاني من الأزمات والمشكلات, والمدرسة التي يسود فيها ظاهرة التعليم بالقوة والصرامة والعنف الترهيب والتخويف وهذا هو حال المدرسة الجزائرية، والمجتمع الذي يمارس القمع والاضطهاد ويفرض القيود الصارمة على الشباب . تجعلهم يشعرون بالظلم والقهر والضياع نتيجة الإحساس بفقدان الحرية والمسؤولية والقيمة الاجتماعية. فيتحول الشاب إلى شخص عدواني يعمل على الانتقام لذاته وشخصيته المفقودة بالأساليب المنحرفة . ومعالجة مظاهر الانحراف عند الشباب يحتاج إلى تكوين رؤيا شاملة. وفق معايير وأسس, تستند على أصول الصالحة, وتحليلات علم النفس التربوي الحديثة, لفهم مشكلات الشباب ومعاناتهم ومعرفة دوافعهم للانحراف. ودفعهم للالتزام بالانضباط السلوكي والقوانين والأنظمة.
إن الشباب ثروة لا يقدرها شعوب العالم الثالث وهي ثورة تفتقدها أضخم دول العالم فالشاب درع في وجه المحتل و سواعد لبناء مستقبل الأمم

المصدر: (1)  http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=31107

سليماني فرحات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*