عادات وتقاليد … شرف الفتاة في غشاء البكارة

received_666290963508299تحلم كل فتاة في ربيع عمرها بفارس أحلامها الذي يعيش معها كل حياتها وياخذها من بيت أهلها الذي تربت فيه وكبرت وأصبحت إمرأة
، تعلمت الفتاة أنها يجب أن تصون شرفها افهمتها أمها منذ صغرها بأن شرف العائلة متعلق بعذريتها ،كل العائلة ترى فيها عورة لأنها إن أخطأت أو انكشفت فإن كبرياء العائلة يصبح في الأرض، تبقى الفتاة طول حياتها مقيدة وخائفة من الجنس الآخر لأنه صور لها بأنه سياذيها إن اقترب منه. أحيانا يصبح هذا بمثابة العقدة بالنسبه للفتاة وهذا ما يأثر سلبا على حياتها الاجتماعية وعلاقتها بشريك حياتها في المستقبل، تكبر الفتاة وتصبح في عمر العشرين ويبدأ الخطاب بقرع باب المنزل لخطبةالفتاة، أحيانا تكون  البنت راضية بالزواج وأحيانا يفرض عليها ،  ذلك لأن نظارات الناس وكلامهم سيأثر على الفتاة سلبا ،وأحيانا تزوج الفتاة قاصرة وعمرها لايتجاوز الثامنة عشرة سنة بحجة صيانة العرض وان المكان الأفضل للبنت هو بيت زوجها، ،زواج القاصرات كان منتشرا في القديم ومازال الي حد الآن في الأرياف والمدن النائية
تتم الخطبة على البنت بموافقتها أو بغير موافقتها، أليست هذه الفتاة إنسان؟ ولها قلب يحب ومشاعر تحس بها ،ترغم على إنسان ستعيش معه طول حياتها ،أليس هذا تعسف ضد حرية الاختيار؟
الزواج خطوة عظيمة بالنسبة لرجل أو للمرأة على حد سواء ، وهو اختيار فالرجل قديما لم يكن هو من يختار ولكن مع تقدم الزمن أصبح له كامل الحرية في اختيار نصفه الثاني،  اما المرأة رغم تقدم الزمن والعصرنة إلا أنها مازالت فاقدة لحريتها في أختيار فارس أحلامها ،، خطأ واحد قد يكلف الفتاة حياتها، فإن قامت بعلاقة حميمة مع من تحب دون نطاق الزواج سيكون مصيرها القتل ، لأن شرف العائلة هو غشاء بكارتها تفكير ورثناه عن أجدادنا وأصبح من العادات والتقاليد التي لا نستطيع الاستغناء عنها وأصبح شرف الفتاة يقاس بغشاء بكارتها  .
بعد الخطبة مباشرة يبدأ التخويف يمارس على الفتاة من طرف العائلة وخاصة الأم، التي تخاف على بنتها من كلام الناس وعندما يحين اليوم الموعود وتساق العروس الي بيت زوجها مع فرحة أمها بها من جهة وخوفها من ماذا سيتمخض عن ليلة الزفاف ((  ليلة الدخلة ))
انتهت ليلة العمر، انتهى زفاف الفتاة الذي دام الليل كله إلى حدود الفجر، ملامحها تظهر أسا و حزنا و تخفي خوفا كبيرا مما ينتظرها، ادخلوها إلى غرفة نومها و جلست على الجانب الأيسر من السرير كما أكدت عليها والدتها، بعدما غيرت فستان الفرح بفستان شفاف يظهر كل شيء، و بعدما تناولت حبات التمر و كوب الحليب، ظلت جالسة بجانب السرير تنتظر دخول عريسها، و تتذكر نصيحة أمها لا تخافي، مجرد دقائق وينتهي كل شيء، ما عليك إلا أن تستسلمي له و تغمضي عينيك و تتركي له الباقي، فهذه هي اللحظة التي سيعلو فيها شرف العائلة، برهني له أنك طاهرة و فندي كلام
دخل العريس الي الغرفة لم يكلمها حتى اقترب منها، و حيها قال هذا أسعد يوم في حياتي و أتمنى أن يظل كذلك فهمت قصده و ازداد خوفها أكثر فأكثر، لم يترك لها مجالا للحديث ليدخل في السيناريو (المديح، القبل، إغماض العينين…)
، و هي لا تحرك ساكنا مستسلمتا له كما أمرتها أمها، بعد لحظات أحست بشيء غريب يتسلل بين فخديها، حتى لامس منطقتها الحميمية، ليعلن العريس الفتح الموعود فاضت قطرات الدم الأحمر على الفستان الأبيض الشفاف ، ليخرج العريس بعد ذلك إلى أهله و أهل عروسه بالفستان المرشوش بدم ;العذرية و الشرف، و لترتفع أصوات الزغاريد
هذه ما هي إلا عينة عن كل تلك الفتايات، فكلام الناس له أثر كبير على الفتاة خاصة فى البلدان المحافظة وهذا هو سبب ارتفاع نسبة العنوسة في العالم العربي .
 أصبح الدم هو معيار شرف الفتاة و البطاقة المؤكدة لعذريتها ، فنحن بهذا مازلنا في العصر الحجري أصرخ بها بكل قوة،: مسألة العذرية و وجود غشاء البكارة من عدمه، هي مسألة شخصية بين الزوجين لا دخل لثالث فيها، و أنا هنا لست ضد العفة و لا أحرض على الفساد، و إنما أنا ضد بعض العقليات المتحجرة ومن عشعش الفكر الضلامي في دماغهم الذي يلخص تعريف المرأة فجلدة ودم ولأنه من الممكن أن تجد إنسانة أشرف من الشرف، فقدت عذريتها لظروف خاصة، مرض، اغتصاب، طيش مراهقة، لكنها ظلت بعد ذلك عفيفة لم يمسها أي أحد، أمام إنسانة مرت بتجارب جنسية عدة مقابل مبالغ مالية،
العفة والشرف والعذرية ليسوا في جسد الفتاة لوحدها، وإنما كل العائلة هي من عليها الحفاظ عن شرف ومكانتهم .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*