العشرية السوداء … حكاية الجزائر مع الإرهاب الإسلاماوي

received_924852310907228   في تسعينات القرن الماضي عاش الشعب الجزائري سنوات من الرعب والخوف امتزجت بسفك الدماء، أطلق عليها اسم العشرية السوداء أو سنوات الجمر، حوالي عشر سنوات من القتال بين النظام الجزائري والجبهة الإسلامية للإنقاذ .
بدأت فصول الحكاية عام 1991م ,حيث تم الغاء نتائج الإنتخابات البرلمانية الجزائرية التي أسفرت عن فوز الإسلاميين, بعدما مارسوا سياسة غسيل الدماغ على الجزائريين بإسم الدين في المساجد والزوايا وحتى الساحات العمومية بالإضافة إلى خطاباتهم ايام الجمعة الداعية إلى العنف والتطرف ,وبذلك استطاعوا أن يستميلوا الشعب الذي كان آنذاك يعاني من الأمية والجهل بشعاراتهم الدينية واتخذوا من الدين الإسلامي مبدأ لهم ليلتف الشعب حولهم ويؤازرهم ،كما مارسوا كل طرق التخويف والوعيد.
إلا أن الجيش تدخل لمقاطعة هذه الانتخابات مخافة فوز الإسلاميين، وبذلك تقوي شوكتهم ويزيد بطشهم وتعسفهم اتجاه الشعب، وقد اشتد الصراع بين النظام والجبهة الإسلامية في يناير عام 1992م حيث حاول الجيش السيطرة على الجزائر  واسترجاع وطنيتها، بعد الجولة الأولى من الانتخابات ،وتم حضر الإسلاميين وتوقيف المسار الديمقراطي لهم ،وبعد ذلك قامت الجبهة الإسلامية للإنقاذ بتفعيل جناحها العسكري الذي قد تم تأسيسه سنة 1989م وشنت أولى حملاتها ضد الحكومة وأصبحت هذه المنظومة تهدد استقرار البلاد ووحدة الوطن وحياة الشعب والأهالي .
ولقد اتخذت الجبهة الإسلامية للإنقاذ من الجبال قاعدة لها وبؤر لنشر أفكارهم المدعوشة المتطرفة الداعية الي العنف والتعسف بكل الطرق ، القتل، التعذيب، التجنيد الإجباري للمواطنين وقد أعلن النظام الجزائري الحرب على الجبهة الإسلامية للإنقاذ عام 1994م بعد انهيار المحادثات وكل طرق التفاوض مع هؤلاء الإسلاميين،، وقد توالى على حكم الجزائر خلال فترة التسعينات ثلاثة رؤساء أولهم (( محمد بوضياف )) الذي دام حكمه 6 أشهر وقد تم اغتياله وفق مؤامرة سياسية وبعده  (( على كافي )) الذي استلم رئاسة الجمهورية الجزائرية وقد عمر في الحكم لمدة عامين تقريباً وبعدها أقامت الدولة الجزائرية انتخابات وفاز بها الجنرال (( اليمين زروال )) وعمر في الحكم من 1994م إلى غاية 1999م وهو الذي جاء بقانون -الرحمة- الذي يعتبر بمثابة اللبنة الأولى لقانون الوئام المدني .
بدأ الإرهاب الإسلاماوي في الجزائر تحركاته وخطواته المسمومة ، وانطلق مسلسل سفك الدماء وسلسلة المذابح تستهدف المواطنين الأبرياء وتستغل ضعفهم ،حيث طبق عليهم كل أنواع العنف ، فقامو بإبادة للقرى والأحياء والمداشر بأكملها وأصبح المواطن الجزائري فاقدا لحريته في بلده
كانوا يعيشون حالة من الرعب والخوف وانتظار الموت ، كان الرجل منا كل صباح قبل الخروج من المنزل يودع عائلة لأنه لا يعرف هل سيعود أم أنه سيقتل وترمى جثته على أطراف الطريق، أصبح مشهد الجثث والقتلى في كل مكان رؤوس مذبوحة ومعلقة على الأبواب موتى بالآلاف اطفال، نساء وشيوخ ورجال أهذا هو الإسلام الذي اتخذوا منه مبدأ لهم،، رملوا النساء ويتموا الأطفال، وجعلوا من النساء سبايا لهم ليشبعوا بهن غرائزهم الحيوانية ثم يذبحوهن ويرمونهن في الوديان والطرقات عاريات ومنكلات باجسادهن، وهن قد كانوا من قبل عازبات ، سلب الإرهاب الإسلاماوي من الصغار براءتهم واغتصب طفولتهم جنسيا وجسديا ، دفعوا بالمواطنين الي النزوح إلى المدن والابتعاد عن القرى النائية وقد بلغ عدد النازحين مليون ونصف مليون نازح هربا من الإرهاب ،هيأتهم تثير الاشمئزاز  يضعون لحية ويلبسون عباءة وهم وحوش بهيئة بشر .
وبلغت ذروة بطش الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالمواطنين الجزائريين ذروتها سنة 1997م، فكان عدد الضحايا كبيرا جدآ حوالي 200 ألف شخص بين المفقودين والقتلى ،مما أدى إلى وقف إطلاق النار بين الطرفين ولكن مسلسل القتل في الكواليس لم يتوقف، وفي هذه الأثناء فاز الطرف المؤيد للجيش بالانتخابات البرلمانية، ولكن سرعان ما عدا الإسلاميون إلى أعمالهم التعسفية فكان المواطن محضور من التجوال ليلاً ، إطفاء أضواء المنازل على الساعة السادسة مساء، غلق الأبواب بإحكام خوفا من الهجوم فى اية لحظة، الأرياف خالية على عروشها،تفكك الوحدة الوطنية ومن بين أبشع المجازر التي قامت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ بحق المواطنين الجزائريين في عام 1997م نجد:

– مجزرة ثاليث 3-4  أفريل

– مجزرة حوش خميستي 21 أفريل

-مجزرة ضاية لبقور 16 جوان

-مجزرة بني مسوس 5-6 سبتمبر

مجزرة بن طلحة 22 سبتمبر

مجزرة ولاية غليزان 30 ديسمبر

كل هذه المجازر حدثت في عام واحد وناهيك عما ارتكبته في عشرة أعوام كاملة، إن جبهة الإنقاذ الإسلامية كانت ممثل الإرهاب في الجزائر فقد سعت إلى ضرب جذورها فى عمق الكيان الجزائري وزعزعة الوحدة الوطنية .
في عام 1999م تم انتخاب رئيس جديد للجمهورية الجزائرية السيد:  (( عبد العزيز بوتفليقة )الذي مازال رئيساً الي يومنا هذا والذي جاء بقانون الوئام المدني وتم بموجبه العفو عن هؤلاء الإرهابيين بموافقة شعبية في استفتاء شعبي في 16 سبتمبر 1999م وقامت الجبهة الإسلامية بنزع سلاحها بالكامل في 11 يناير 2000م وبعد ذلك قتل عنتر زوابري زعيم الجماعة الإرهابية الإسلامية المسلحة في إحدى الاشتباكات مع الجيش الجزائري مما أدى إلى تراجع ملحوظ لنشاط هذه الجماعة وتم إطلاق سراح مؤسسي الجبهة الإسلامية للإنقاذ الإرهابية (( عباسي مدني – وعلي بلحاج ))
انتهت عشر سنوات من الدمار والقتل وسفك الدماء عشرية حمراء وعشرية سوداء اختلفت الأسامي ولكن المضمون واحد سنوات لم يكن يعبد فيها الله اختفت كل معالم الإسلام إرهاب اسلماوي زرع بذوره في أرض المليون ونصف المليون شهيد ومازلنا نعاني من هؤلاء المدعوشين الي يومنا هم صناعة داخلية مركزها الجبهة الإسلامية للإنقاذ
أملنا هو العيش بحرية بعيدا عن العنف والتطرف والتعسف والاضطهاد نطمح إلى نرى جزائر الغد جزائر يكون مبدأها هو الحرية وشعارها هو الإنسانية تكفل للإنسان حقوقه لا نريد شعارات حبر على ورق بل شعارات تنفذ علي أرض الواقع
إرهاب اسلاماوي عاث فساداً في الجزائر انتهك حرمة الإنسان اغتصب دمر ،قتل ،نهب، عذب، نكل ،سلب المواطن الجزائري حريته بإسم الدين .
Slimani ferhet

2 thoughts on “العشرية السوداء … حكاية الجزائر مع الإرهاب الإسلاماوي

  1. ممكن بدل ما تتهموا الحركات الاسلاميه بالارهاب كلمونا عن دور الجيش الجزائرى والمخابرات الفرنسيه
    وتكلمونا كمان عن كتاب الحرب القذره للضابط السابق حبيب سويديه وشهادته على ما جرى

اترك رداً على ferhat slimani إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*